٩/٠٨/٢٠١١

جنون الظلال

يغتالني الجنون.. في وطن لا أمتلكه.. ولم يمتلكني أبداً...
ما عادت نجوم السماء تغريني..
ولا همسات عيناك تعريني..

إعتنقت ديانة الجنون في لحظة غربة.. 
وأخترقت الجزر البعيدة المترامية في حواف أعماقي.. لأشيد لي مدينة.. يقطنها شغف يتمسك بطفولة تركت العابها على مفترق طرقات من نسميهم بشر.. وأتركه هناك.. يتسلق الأشجار.. يسابق الريح.. وفي ليلة موحشة يناشد الأمطار..

عشقت في حياتي ظل رجل لم يخلقه التاريخ.. وكتبته.. وسكنني.. وعشته..
وترك في وجداني امرأة تائهة.. تعتاش على ظلال مستقبل ما..


غربة من جنون..
طفلة غجرية بحذاء كسول هي ذي الحياة.. تتراقص على ألحان لا نسمعها.. قد نسمعها..
تركض في شتى نواحي جسدك بثيابها البالية.. ترمقك بعيون من نجوم.. تحبك وتكرهك..

غربة امرأة من ظلال.. إصطحبت كل الغجر.. وسكنت قرب شغفها في جزر البعيد..

جنون ليلة..
فكيف ستستفيق الرعشة..
وكيف ستمحى الذكرى.. ومن سيمسح وجه الألم الدامع..

ابتسامة صغيرة.. لن تضرك يا أميرة الليل ونهار.. يا شمعتي.. يا قنديلاً ينور دربي التائه..
ليتك تدرك كم من سفن وطائرات بلدان وعواصم تقطعه هذه الإبتسامة لتصلك..
فافرح.. يا من لا يجيد لغة الوقت.. ولا لغة الصمت..

تابعت الظلال عرضها في مسرح من الوان الغسق..
وبعد وهلة من اضواء.. حينما وصل الجنون لنشوته.. تلقى صدمة الصحراء.. واختفت جزيرة رغباته.. وكأنها كانت سراب..

وكسجين مهزوم عاد لموطنه.. تاركاً وراءه .. امرأة تشاهد بلهف مسرح الظلال..

جمانة المصري..
22/7/2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق