١١/٢٧/٢٠١٢

ليلة غربة..


وتستشيط غضبا..
تبعثر كل الأوراق الراقدة أمامها...
وتجلس وجهها على راحة يديها... تغمض عيناها... للفراغ..
يتسلل الألم نحوها..
فهي منذ عصور لم تعرف طعم الكلمات...ولم يتحرك القلم...
تنادي بصوت مذبوح للأمل... عسى بوسعه أن يعود..
فمذ فارقت في مكان وتاريخ ما ذاك الذي حرك عوالمها.. ما عادت الصرخات تجدي ولا عاد الأمل يستجيب..

تداعب خصل شعرها... وتتلألأ عينها مع بريق الشموع..
وكأنها يده الناعمة...
وكأنها عطره...
وكأنها شفتاه تلامس عنقها..
وكأنه صوته يهمس... تعالي إلي لنصير بالجسد والروح واحدا...

٤/٠٩/٢٠١٢

مذكرة الأفق..

قد حلقت الأمنيات في الأفق البعيد..
طير بات يعانق السماء...
مطر يباغتني في فصل الشتاء..
حلم كان لي رفيق...
حجارة، صلبان وورود وبوابة...

في الكون هنالك وحدة ما في وجودي... وحتما هنالك روح ما في وجودي...
وروحي هائمة في غربة ما...
تعانق نومي...
تستفزني في الألحان...
لماذا يرافقني الحزن.. وتكرهني السعادة..؟!
ومن منا في العيون يجد كل تلك المأساة...

اسرح فيك ايها الأفق البعيد.. علك تعيد لي ما سلبته...
هاكم كامل صمتي... وضحكاتي.... كل حبي .. كل تضحيتي...
لكن لن تأخذوا صداقتي ... لن تأخذوا ذاك العمق الذي تمتلكه روح في البعيد...
لن يكون لكم لحظات صمتي... ولا تنهيدتي...
سيكون لكم كامل حياتي... ولن أكون فيها لكم...


٣/١٢/٢٠١٢

نبي يوم ما...


قد أتى.. قد أتوا..
اين نحن من نبي قد أتى.. وقد مضى...

أقف في حالة ذهول...

تحترق الأجساد بالأموال... وتموت غيرها تحت رحمة الأشجار..
تمتد الموائد للأصحاب... ويكثر الجياع قرب أطلالها..
امرأة حملت من العلم ما تعلم انه لا يكفيها.. وامرأة تحلم بدخول صرحه..
وطن يغطي خطاياه تحت رداء من هتافات أغنيات ابطال وعلم..

قد اتى... وقد مضى...

٣/١١/٢٠١٢

ابواب..


تفتح ذاتي ابوابها... واسير نحوها حافية القدمين..
وتسحبني...
وتطرق الأبواب خلفي بغضب هزيم..
سميكة لهي جدران غضبها..
تكبر وتكبر... وتضيق بي مساحة ذاتي..
الى أن تملكني شعور خوف خسارتي..
اتنفس.. بشدة وعمق..
وتنشق الارض تحت قدماي.. أهوي نحو اللانهاية
وتمر بمحاذاتي كل الأيام التي من حياتي قد هوت..
كل ساعات الجبال والبحار
كل العطور والأسرار
كل ثواني المطر
حزنت..
وملأت ضربات قلبي كل الأماكن
ولا زلت اهوي
يا وحدة اشتقتها... واشتاقاتني
حملتي كل تلك الذكريات.... وبنيتِ منها كوخا خشبيا متين على سفح تلة من بحار واشجار ومطر

١/٢٥/٢٠١٢

هويتي المدنية ومحفظتي..

كيف ليضوف الأرض القادمين والمغادرين أن يكون لهم هوية يحملونها في جيوبهم..
كيف لنا بالتعريف عن ذواتنا...؟

ففي يوم من شتاء... في بلد يسري في عروقي دمه.. عند مقربة من قطارات الترحال..فقدت هويتي... هويتي المدنية...
بحثت... وثم بحثت... وكذلك بحثت...
ليس عن نفسي... بل عن كل ذكرياتي الغالية التي فقدتها داخل محفظتي......
تلك كانت هويتي...

انني لشخص يعشق الماضي... انني لشخص لم يعد يحسب قيمة الأيام بعدها...
انني... وفي ساعات صمتي استدعيها...
وفي أوقات نومي تحاكيني وبدفئها المؤلم تدثرني لأنام...
فقدت قصاصات الأوراق الصغيرة... أوراق الأشجار.. زهورا.. فقدت صورا تحمل لحظات فرح جامدة..
فقدت إعتذارات...فقدت أشعار...
فقدت كل ما كان يرافقني يوميا...
فقدت الصديق الذي يرافق سيري في الحدائق... تحت الأشجار... قرب الشمس... وعند وسادتي..

وفقدت هويتي المدنية.....!

١/١٦/٢٠١٢

الحقيبة السوداء....

 في ليلة من ليالي عمري الصغير... حلمت بمستقبل يحمل الكثير من الأحلام...
وأكون كمثل العظماء الذين في الكتب تركوا خطى حياتهم...
وقبور زينتها تماثيلهم..
أن أصبح رجلا... تهتز المرآة لشكله... 

وها أنا في يومي الدراسي الأول... أحمل حقيبة سوداء..
كرجل أعمال...
كدبلوماسي...
كسياسي...
واتعلم في يومي الأول... أين أجد بقايا الطعام...
وما هي درجة حرارة الشمس على كوكبنا...
وأحرف لغتي العربية المنحوته على معلبات معدنية... وأوراق كتب ممزقة...

وبفخر أتجول... حاملا حقيبة ذاك المستقبل...
أنظر في وجوه الناس... علني وجدت لطفولتي الحالمة تفسيرا...
اراقب تلك السيارات السريعة...
الضحكات المترامية...
وظلم ما آلت اليه الأمور...