١١/٢٧/٢٠١٢

ليلة غربة..


وتستشيط غضبا..
تبعثر كل الأوراق الراقدة أمامها...
وتجلس وجهها على راحة يديها... تغمض عيناها... للفراغ..
يتسلل الألم نحوها..
فهي منذ عصور لم تعرف طعم الكلمات...ولم يتحرك القلم...
تنادي بصوت مذبوح للأمل... عسى بوسعه أن يعود..
فمذ فارقت في مكان وتاريخ ما ذاك الذي حرك عوالمها.. ما عادت الصرخات تجدي ولا عاد الأمل يستجيب..

تداعب خصل شعرها... وتتلألأ عينها مع بريق الشموع..
وكأنها يده الناعمة...
وكأنها عطره...
وكأنها شفتاه تلامس عنقها..
وكأنه صوته يهمس... تعالي إلي لنصير بالجسد والروح واحدا...


تتنفس بسرعة...
وتدمع... وتبكي كأم تدفن ابنها...
لكم هي حالة مليئة بالغربة ... أن تنصت الى صوت بكاءها في عتم الوحدة...
تساندها يداها للوقوف على قدميها... وتتحرك نحو المذياع... باحثة في صندوق قديم جانبه على اسطوانة كلاسيكية قديمة..
تتلمس ذاك الوقار القديم بأناملها... وكأنه طفل رضيع..
وها هي تستمع لموسيقى المطر...
وكأن المطر له مكانة الأسياد في مناسبات الحزن...

جلست على كنبة عتيقة... تواجه الأرض المخملية...
تحدق بعمق شديد نحو الفراغ..
وفي عينيها تتراقص الذكريات...
أليم لهو الوقت المهدور... فالوقت بعده ما عاد من حسابات الأيام...
إن كل ما بعده لها موت ..
يعزف المطر... ويعزف المطر...

وتستلقي...
ولم يبقى من العمر حياة...
وتعود لأوراقها...
وتلتهم الأسطر... بكل شراسة...
تعنون... " أنا لست من أكون... "

يترك أنفاسه على الزجاج البارد عند نافذتها...
يشتاق لها بعمق... يكره الكون بعمق...
يغلق سترته... يحبس أنفاسه.. ونحو الليل يعود...



لك سلامي..
جمانة..
26-11-2012



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق