٢/٢٤/٢٠١٤

مقتطفات




تناثرت على طاولتي اضواء الليل والنهار معا..
وكأن المقهى لم تعد الوانه كالمعتاد..
بدت كل الوجوه لي متاملة..
وكأن للحياة وجه آخر غابت عن عيناي ملامحه لسنوات..
وكأن الكل يتأمل هذه اللوحة معي بعيون تغدقها الدموع...
والكل يهمس...
خوفا من العيوب..
كسرا من خيانة العمر..
الما على الأحلام..

اتنهد...
وها هو كل شيء كما هو..
كثير من المعتاد.. وقليل مني..
ما بالها هذه القهوة .. وتلك النغمات؟
لماذا بدأت تستفز سباتي؟
ولماذا نمت؟
انتظارا!
ومن؟ ولماذا؟


فالزمن في ساعتي يمر.. والعمر في قلبي لا يزال في مقتبله..
انها حقيقة لا يدركها من ارتدى جسده كحلية غالية الثمن وبدأ الترحال..
انه ادراك غريب... يولد فقط لحظة الإنفصال..
وحملت نفسي نفسي.. وراحت بين قصاصات الحياة تتبعثر..
تتطاير واحدة تلو الأخرى ..
وانا اراقب نفسي مستسلمة لنفسي..
وفي نهاية الطريق اجد عالمي..
كرضيع جميل بائس يحيطه الأمل..
يحمل كل معنى الوجود..
وانا ليس بيدي حيلة.. فلا احمل في حقائبي ما ينال إعجابه.. لا احمل سوى واقع يبعد عنه مسافات ومسافات عن الرضى..
ليتك لم تكن.. ليتني تحت الغطاء بقيت اعد الزمن..فأنا لا احمل سوى واقع يبعد عن الوجود بعد النجوم..


وكأن النوافذ فتحت.. والأبواب تنفست.. والجدران مسحت الوانها بعشوائية وتكلمت..
وكأن الكون بكل يقينه بدأ بخلع اسراره واحدة تلو الأخرى..

بدأنا بالحديث..
وقلت... أنا املك كل الخيبة...
أما الجدران فتعالت اصواتها فما عدت اسمع نفسي... وبدات بسرد كل ما تحمله في جعبتها من قصص وروايات وصور.. ضحكات أوجاع، الم، فرح، حقد، كره، فخر و....
هطلت الأمطار.. تسارعت النوافذ بالحركة.. وبدأت الأبواب بالصراخ... وكأن براكين تتفجر.. والخوف يتشكل.. والغضب يتزايد...
أنا انصت..

وفي لمحة ... سكتت...
وكأن الأنفاس بدأ حضورها واضح..
فقد هدأت اللحظة..

حملت كل ذواتي.. ورحلت للعمر..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق