١/١٦/٢٠١٢

الحقيبة السوداء....

 في ليلة من ليالي عمري الصغير... حلمت بمستقبل يحمل الكثير من الأحلام...
وأكون كمثل العظماء الذين في الكتب تركوا خطى حياتهم...
وقبور زينتها تماثيلهم..
أن أصبح رجلا... تهتز المرآة لشكله... 

وها أنا في يومي الدراسي الأول... أحمل حقيبة سوداء..
كرجل أعمال...
كدبلوماسي...
كسياسي...
واتعلم في يومي الأول... أين أجد بقايا الطعام...
وما هي درجة حرارة الشمس على كوكبنا...
وأحرف لغتي العربية المنحوته على معلبات معدنية... وأوراق كتب ممزقة...

وبفخر أتجول... حاملا حقيبة ذاك المستقبل...
أنظر في وجوه الناس... علني وجدت لطفولتي الحالمة تفسيرا...
اراقب تلك السيارات السريعة...
الضحكات المترامية...
وظلم ما آلت اليه الأمور...


وكبرت.. ولحلمي كدت لولا حقيبتي السوادء أن أصل..
وقد خلقت لأكون مرفوضا...
وقد عشت لأحاول أن أكون مقبولا..
وفي ليلتي الحالكة أمشط الطرقات بحذائي البالي..
ويمر الليل.. ويأتي النهار... ويمر النهار...

وردة بيضاء من البراري... أقطفها لعتبات ليتها تعلم كم تمنيت أن أطأها كرجل يملأه الشموخ وليس الكسور...
لجميلة أحملها في قلبي حتى آخر أيامي..لجميلة هي كقطرة ندى ناعمة توقظ عيناي النائمة في فجر الأيام..
لجميلة كالنجم اللامع ترافق دربي التائه..لجميلة ستجد منى في كل يوم على العتبات وردة بيضاء تحمل لها كل
سلامي..

وتمضي بي الأيام... أنا وحلم حقيبة سوداء....



تمنياتي أن تعيش الطفولة تحت سقف من الحرية والأمان..
ولك سلامي..
جمانة المصري.... 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق