١/٢٥/٢٠١٢

هويتي المدنية ومحفظتي..

كيف ليضوف الأرض القادمين والمغادرين أن يكون لهم هوية يحملونها في جيوبهم..
كيف لنا بالتعريف عن ذواتنا...؟

ففي يوم من شتاء... في بلد يسري في عروقي دمه.. عند مقربة من قطارات الترحال..فقدت هويتي... هويتي المدنية...
بحثت... وثم بحثت... وكذلك بحثت...
ليس عن نفسي... بل عن كل ذكرياتي الغالية التي فقدتها داخل محفظتي......
تلك كانت هويتي...

انني لشخص يعشق الماضي... انني لشخص لم يعد يحسب قيمة الأيام بعدها...
انني... وفي ساعات صمتي استدعيها...
وفي أوقات نومي تحاكيني وبدفئها المؤلم تدثرني لأنام...
فقدت قصاصات الأوراق الصغيرة... أوراق الأشجار.. زهورا.. فقدت صورا تحمل لحظات فرح جامدة..
فقدت إعتذارات...فقدت أشعار...
فقدت كل ما كان يرافقني يوميا...
فقدت الصديق الذي يرافق سيري في الحدائق... تحت الأشجار... قرب الشمس... وعند وسادتي..

وفقدت هويتي المدنية.....!

١/١٦/٢٠١٢

الحقيبة السوداء....

 في ليلة من ليالي عمري الصغير... حلمت بمستقبل يحمل الكثير من الأحلام...
وأكون كمثل العظماء الذين في الكتب تركوا خطى حياتهم...
وقبور زينتها تماثيلهم..
أن أصبح رجلا... تهتز المرآة لشكله... 

وها أنا في يومي الدراسي الأول... أحمل حقيبة سوداء..
كرجل أعمال...
كدبلوماسي...
كسياسي...
واتعلم في يومي الأول... أين أجد بقايا الطعام...
وما هي درجة حرارة الشمس على كوكبنا...
وأحرف لغتي العربية المنحوته على معلبات معدنية... وأوراق كتب ممزقة...

وبفخر أتجول... حاملا حقيبة ذاك المستقبل...
أنظر في وجوه الناس... علني وجدت لطفولتي الحالمة تفسيرا...
اراقب تلك السيارات السريعة...
الضحكات المترامية...
وظلم ما آلت اليه الأمور...